منذ بداية الحرب الإسرائيلية الحالية على شعب غزة-وهي الأكثر شراسة-يحاول أفراد العائلة والأصدقاء، بما فيهم أعضاء وعضوات إنسانيات، الاطمئنان على أحبائهم في جميع أنحاء غزة بفارغ الصبر.  نشارك معكم نصوص للرسائل الشخصية النصية والصوتية ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي التي تمكَّن الأصدقاء والأحباء في غزة من إرسالها حين أمكنهم الرد؛ رسائل مُتقطِّعة كُتِبَت وسط القصف والدمار، ومحاولةِ أصحابها الذين يقبعون دون كهرباء وطعام وماء وملاذ آمن وأمل، مجابهة تدفق أخبار الوفيات المستمرة التي من بينها أصدقاء وأقارب. نُقدِّم بكل تواضع هذه الأصوات من غزة المحاصَرة والتي تشهد على معاناة أهل غزة الهائلة وفي الوقت ذاته على شجاعتهم اللامحدودة وإرادتهم من أجل البقاء. وبكلمات محامي حقوق الإنسان المعروف، راجي الصوراني، متحدثاً من غزة ومن أعماق هذه "الحرب": ٠

أنا فخور جدًا بشعبي، هذه شجاعة وقوة لا تُصدّق.

أنا فخور بشعبي، لأنه بالرغم من كل بطش إسرائيل، صاحبة أقوى جيش في الشرق الأوسط، اتجاه غزة، الـ ٣٦٥ كيلومتراً مربعاً، وبعد حصارٍ دام ١٦ عاماً في المنطقة الأكثر كثافة سكانية على وجه الأرض والتي تفتقر إلى كل شيء، ما زالوا أقوياء، وما زالوا يصارعون للبقاء... الموت عندنا في كل مكان، في الشوارع وفي السماء - والموت يأتي من السماء، ومن البحر، من المدفعية... لكنهم لم يستسلموا... ٠

  أنا فخور جدًا بأنني من غزة. أنا فخور جدًا بأنني فلسطيني.

أصواتٌ من غزّة

رسائل من التدمير

رائد عيسى، فنان

رائد عيسى فنان معاصر وُلِدَ في مخيم البريج للاجئين ويعيش في مدينة غزة مع زوجته وأطفاله. يستكشف رائد في عمله الفنيّ موضوعات الهشاشة والفقدان والقهر الناجمة عن العيش تحت الحصار والحرب. عُرِضَت أعمالُه في فلسطين والأردن وسويسرا وأستراليا وأيرلندا. أسَّس رائد برنامج الفنون الجميلة التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة، وهو أيضاً عضو مؤسِس في مجموعة "التقاء" للفن المعاصر. دُمِّر منزل رائد والكثير من أعماله الفنية إبان الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة عام ٢٠١٤. يمكنكم رؤية أعمال رائد الفنية هنا، وقراءة المزيد حولها هنا.

أ. صحفي ومترجم

  ٠"أ" صحفي ومترجم شاب حاصل على شهادة في الأدب الإنجليزي من الجامعة الإسلامية في غزة. طلب "أ" من إنسانيات حجب هويته بسبب المخاوف السائدة من الاستهداف الإسرائيلي النشط للصحفيين في غزة. يُنظَر على سبيل المثال تفجير مكاتب وسائل الإعلام الرئيسية عام ٢٠٢١ وقتل عائلة مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح في ٢٥ أكتوبر/تشرين الأول ٠.٢٠٢٣

عندليب عدوان: نسوية، كاتبة، معلمة

عندليب عدوان ناشطة في مجال حقوق المرأة والديمقراطية في غزة، وهي مُؤسِّسة ومديرة مركز التنمية والإعلام المجتمعي في مدينة غزة الذي ينشط في أوساط الشباب والنساء لتعزيز الفضاء الديمقراطي والتعبير عن الذات من خلال وسائل إعلام واعية لمسؤولية المواطن الاجتماعية. يمكن قراءة ما كتبته عن الحرب الإسرائيلية على غزة عام ٢٠٢١ هنا ومقابلة معها سنة ٢٠١٢ هنا

ر.، مصور

ر. مصور وأب لطفلتين أعمارهم ٢ و ٦ سنوات. تحتفي أحدث أعماله بحياة وإنجازات سكان غزة الذين فقدوا أطرافهم خلال الحروب السابقة، وتظهر صوره كيف يستمرون في عيش حياة صاخبة رغم البتر. وهو أيضاً عضو في شبكة إقليمية للمصورين الوثائقيين، كما يعمل لصالح العديد من وكالات الأنباء المحلية والدولية. يقيم في مدينة غزة، لكنه أجبر بسبب الحرب على إرسال زوجته وبناته إلى دير البلح حيث تقيم عائلتها، وتبعهم بعدها أمه وأبيه ثم أخته وعائلتها، قبل أن يضطر هو أيضا لمغادرة غزة. بعد مغادرته تم قصف بيته، وبيت أهله، وكذلك بيت أخته. لا يزال، إلى وقت استلام هذه الرسائل، في دير البلح عند عائلة زوجته مع ٣٠ فرد من أفراد أسرته.٠

س. أخصائية اجتماعية تعمل مع الأطفال والشباب

س. كرست السنوات الـ ٣٥ الماضية من حياتها لدعم المبادرات المجتمعية التي تخلق مساحات آمنة وفرص للأطفال والشباب في غزة ليحتفوا بابداعاتهم ويحققوا أحلامهم، من أجل المساهمة في مجالات التعليم والثقافة المعاشة والصحة وجودة حياة أسرهم ومجتمعاتهم عبر الأجيال المتعاقبة. طلبت "س" عدم الكشف عن هويتها بسبب المخاوف المتزايدة في غزة من استهداف إسرائيل للأصوات التي تكشف ما يجري وتفضحه علناً، بالإضافة إلى المخاوف من استهداف عائلاتهم.٠

علي جادالله، مصور صحفي

علي جادالله، مصور صحفي يعيش في غزة مع زوجته وطفليه. أمضى علي حياته المهنية برفقة كاميرته التي يستخدمها لتوثيق أحداث غزة، ويعمل مع عدد من المؤسسات الإخبارية. عمل لفترة وجيزة ضمن مشروع حكايا السوق مع إنسانيات عام ٢٠٢١. حصلت صور علي على العديد من الجوائز.٠

ربى، عاملة في المجال الانساني

ربى، ولدت في مدينة غزة، عاشت فيها معظم حياتها. لأكثر من عشرين عاماً، عملت ربى مع منظمات إنسانية دولية تُعنى بحقوق الطفل وقضايا النوع الاجتماعي في غزة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. عملت في غزة مع المجتمعات المحلية لتدعيم نظم الحماية الاجتماعية للأطفال وعائلاتهم. تولي ربى أيضاً اهتماماً خاصاً لرعاية الحيوانات ورفاهيتها، وتنشط في مبادرات رعاية الحيوانات في غزة.

ملاحظة منهجية

لا تنشر إنسانيات إلا الرسائل الواردة من الأفراد الذين أعطوا أذناً صريحاً لذلك. لم نتمكن من نشر العديد من الرسائل التي وصلتنا لأننا لم نتمكن من الوصول إلى مرسليها، خاصة خلال فترة التعتيم الإسرائيلي نتيجة سياسة قطع شبكات الاتصالات بشكل جماعي على كامل قطاع غزة، التي بدأت يومي ٢٧ و٢٨ تشرين الأول/أكتوبر بتعتيم استمر لمدة ٣٢ ساعة، وتكرر عدة مرات منذ حينها.٠

ولاحظنا أيضًا تراجعاً في الرغبة بمشاركة المعلومات الشخصية بما في ذلك بين الصحفيين. وكان هذا التحول واضحاً بشكل خاص بعد أن قتلت غارة جوية إسرائيلية أفراد عائلة وائل الدحدوح، مراسل قناة الجزيرة من غزة. وعقب حادثة القتل يوم ٢٦ أكتوبر/تشرين الأول، قال الدحدوح مباشرة: "ينتقمون منا في أطفالنا؟"٠

سنستمر في محاولة نشر الأصوات والرسائل من غزة على الرغم من محاولات إسرائيل لإسكاتها.٠