أصواتٌ من غزّة

رائد عيسى، فنان

منذ 13 تشرين الأول/ أكتوبر، ينشر رائد عيسى رسائل لأصدقائه، بين الحين والآخر، عبر الفيسبوك. [تم التحديث بتاريخ 29 كانون الثاني/ يناير 2024]


الجمعة ١٣ تشرين الأول/ أكتوبر ٢٠٢٣

شكراً لرسائلكم، أصدقائي الأعزاء، وأعتذر لعدم الرد عليها، لأنه لا يوجد انترنت ولا كهرباء ولا ماء ولا أمان !!!٠

 

(الحب في زمن الحرب)
نطمئنكم: إن سألتم عن حالنا فنحن والحمد لله لسنا على ما يرام!! القصف والرعب لا يتوقف ليلأً أو نهاراً!! غزة حزينة وتنتظر الفرج من الله!! عن ماذا نخبركم؟ عن أطفالنا الذين يسألون ألف سؤال وسؤال! أم عن احتياجاتهم البسيطة التي لا نستطيع تلبيتها! أم كيف ينامون في ليلة نمضيها مع أصوات هدير طائرات الموت والزلازل التي تحدثها نتيجة حقدها الأسود، أو المشاهد اللا إنسانية لأطفال أبرياء وكذلك للمباني والمناطق السكنية التي تحولت إلى رماد، أم عن الذكريات التي طمستها؟ عن والدة عروس لم تكتمل فرحتها! أو عن أمٍ فقدت جميع أطفالها، أم عن عائلات مُسحت من السجل المدني! أم أخبركم عن جنازة شهيد مرت من هنا قبل دقائق، أو عن العائلات النازحة التي لا تعلم إلى أين تتجه وماذا ستأكل وكيف ستشرب، في حال توفر لها ذلك أو إن كان هناك أصلاً وقت للأكل والشرب، وهذا آخر همنا. صحيح أن الوقت طويل، وطويل جداً، وأحياناً تبدو الليلة بلا كهرباء كشهر قمري كامل، نمضيها في الحديث عن ألف ليلة وليلة! لا وقت للحب والثقافة والتعليم! حتى الأمل والفن أصبحا رهن الاعتقال! ونحن لا نزال تحت تأثير الصدمة، ليس لدينا سوى الانتظار وماذا ننتظر!! هل من خبر سار يرفع المعنويات أو خبر عن فاجعة هنا أو هناك؟ وأثناء متابعة كل ما يحدث حولنا، لا وقت لدينا سوى للانتظار، أصبحنا مشغولين جداً بهذا الانتظار الطويل الذي يحدد مصيرنا في ظل الصمت الدولي والتخاذل العالمي. الهم كبير والألم شديد والمصاب جلل. ليس لدينا خيار للحرية سوى الصبر والدعاء، لأنه لايوجد لدينا خيار آخر.٠

الأربعاء 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023

أمي الطيبة والحنونة، مريم عيسى "أم عدنان"، الله يرحم روحها، أم الشهداء والأبطال، استشهدت لتنضم إلى موكب الشهداء. عيوننا تذرف الدموع وتأكل الحسرة قلوبنا، ويغمرنا الحزن على رحيلك، يا أمي. إنا لله وإنا إليه راجعون.

الثلاثاء 5 كانون الأول/ ديسمبر 2023

صور لمقر معرض مجموعة التقاء للفن المعاصر في شارع عمر المختار بمدينة غزة عقب تعرضه للقصف الجوي للطيران الإسرائيلي. 

[رائد هو عضو مؤسس وفاعل في مجموعة التقاء]

تم تأسيس المعرض سنة 2002 بجهود عدد من الفنانات والفنانين الشباب من مجموعة التقاء، وكان يُعتبر احدى أهم المساحات للفنون البصرية المعاصرة في غزة ... ومجموعة التقاء هي من أنشط المجموعات في غزة في مجال تنظيم الأنشطة الفنية والثقافية... كما كان المعرض يوفر مساحة دائمة لمعارض الفنون البصرية، وللتعليم والتدريب، والحوار الثقافي. وقد أسهم في تشجيع العديد من الموهوبين من شباب وفتيات غزة وشكل ملاذاً لهن ولابداعاتهن... ومن بين أهم مشاريعه، برنامج الفنون المعاصرة الذي منح الفنانين الشباب من الجنسين فرصاً للعمل على مشاريعهم وللحصول على التدريب اللازم لاعداد أعمالهم الفنية وتجهيزها للعرض أمام الجمهور الأوسع ...

الخميس 29 كانون الأول/ ديسمبر 2023

محمد، ابن أخي الغالي [رحل عنا] إلى جنان الخلد. إنا لله وإنا إليه راجعون.

رائد عيسى، فنان معاصر وُلد في مخيم البريج للاجئين، ويعيش في مدينة غزة مع زوجته وأطفاله. تركز أعماله الفنية على مواضيع الفقدان والضعف والمعاناة الناجمة عن العيش تحت الحصار والحروب، وعُرضت لوحاته في فلسطين، والأردن، وسويسرا، وأستراليا، وايرلندا. أسس برنامج الفنون الجميلة التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة، وهو عضو مؤسس لمجموعة التقاء للفن المعاصر في غزة. في الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة سنة ٢٠١٤، تم تدمير منزله والكثير من أعماله الفنية. يمكنكم رؤية نماذج من أعماله عبر هذا الرابط، وقراءة المزيد عنه بالعربية أو الإنجليزية.

* تم نشر اصدار من هذا المنشور باللغة الإيطالية من قبل Pagine Esteri.